منذ أن حدثَ ذلك الشيءُ السيِّئ، الشيءُ الفظيع، وسليم يشعرُ بعدم الأمان. ودون أيِّ سبب، يتخوَّفُ سليم كثيرًا من أن يؤذِيَه شيءٌ ما، أو شخصٌ ما.
دفعَتْ هذه المشاعرُ بسليم إلى تجنُّب الكثير من الناس، وإلى الابتعاد عن الكثير من الأمور، اعتقادًا منه أنَّه بذلك يحمي نفسَه، ويبقى في أمانٍ بعيدًا عن الأذى. وما لم يعلَمْه سليم هو أنَّ ذلك يُبعِدُ عنه كثيرًا من الأشياء الضروريَّة والجميلة في الحياة، كالأصدقاء والفرح والمحبَّة...وحتَّى الكنز الذي في الخريطة! بل إنَّه يُبعدُ عنه الحياة كلَّها.
مع القليل من المساعَدة، يدركُ سليم أنَّه لا داعيَ لكلِّ هذا الانسحاب ليكونَ في أمان، ويدركُ أنَّه يستطيعُ أن يخرج إلى الحياة ويعيشَها بدلَ أن يراقبَها من بعيد.